السبت، 26 يوليو 2014

الــسِّــر



وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون (سورة النحل)
يوجد أخ مرة التقيت به في لقاء خاص فحدثني عن القصة التالية:
كان محامياً بجريمة قتل، قال لي: بعد سنوات عديدة صدر الحكم على هذا المتهم بالإعدام، قال لي: لما أبلغته الحكم تلقاه بأعصاب باردة، وهو يؤكد لي طوال هذه المحاكمة أنه بريء من هذه الجريمة،
قال لي: هذا الوضع أثار فضولي، فأردت أن أحضر إعدامه.

 الآن بدأت القصة، صعد إلى الخشبة التي سوف يعدم عن طريقها، وقال: 

"أنا بريء من هذه الجريمة، ولكني قتلت رجلاً قبل ثلاثين عاماً، كنت رئيس مخفر في أحد أحياء دمشق في الميدان، وجاء ضابط فرنسي أيام الاستعمار الفرنسي، أعطاني رجلاً ليحكم غداً بالإعدام، أودعته في الإسطبل وقفلت الباب، صباح ذلك اليوم افتقدته، هرب من شدة خوفه"

أخذ بدوياً من الطريق وباع ناقته، وأودع ثمنها في جيبه، ووضعه محل هذا الرجل، في اليوم الثاني أخذوه (البدوي) وأعدموه،

مضى على هذا الحادث ثلاثون عاماً، واتهم بجريمة هو منها بريء وانتهت هذه التهمة بإعدامه، والقصة طويلة.
فالله عز وجل حسيب أي محاسب، حسيب أي مكافئ، حسيب أي كافٍ.
 
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق