الأحد، 27 يوليو 2014

جزاء الإحسان ^_^


للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة (سورة النحل)

تشارك شابان في تجارة أجهزة، وقع بينهما خصومة أودت بهما إلى حلِّ الشركة، تقاسما المال وما بقي من البضاعة، وبقيت بقيةٌ من مالٍ وأجهزة، واختلفا لمن الحق فيها، فأرادا الاحتكام للشرع.
ذهبا إلى واحدٍ من الشيوخ يثقان به، وطلب الشيخ أن يكون معه تاجر محكِّم آخر مختص بهذا النوع من التجارات.
يقول الشيخ: إن مما أثلج صدري أن كلَّ واحدٍ قال له على انفراد: نريد حكم الشرع في المسألة ومهما حكم الشرع لي أو عليّ فأنا نازلٌ على حكمه.
هذا تفسير عملي لقوله تعالى:
{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثمّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء:65].
ظنَّ الشيخ أن كلامهما مجاملةٌ، لكن لما بيّن لهما مع المـُحَكَّم الآخر حكمهما في المسألة:
يأخذ أحدهما الأجهزة ويترتب عليه دفع مبلغٍ مالي قارب الخمسمائة ألف ليرة سورية، فوجئ بسرعة امتثالهما للحكم، قام الشاب إلى غرفةٍ مجاورة في بيته ليعود ومعه الخمسمائة الألف ليؤديها لشريكه القديم.
دعا الشيخ والحكم للطرفين، وأثنيا عليهما وشكرا لهما امتثالهما للحكم، وانتهت الخصومة... لكنك مهما امتثلتَ أمرَ الله فإن الله سيكافئك، ومهما أطعتَه سيثيبك.
بعد شهرٍ يتصل هذا الشاب الذي دفع المبلغ، ليقول للشيخ إن الله تعالى عوَّضني عن ذلك المبلغ أضعافه مرات ومرات..
 فقد كان عندي عقار معروضٌ للبيع في حيٍ راقٍ في المدينة، لكنه كان جامداً لا يتحرك، جاءني مشتر ودفع لي فوق ما كنت أطلبه ثلاثة ملايين، وبعتُه العقار!
{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ}[النحل:30].

السبت، 26 يوليو 2014

الــسِّــر



وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون (سورة النحل)
يوجد أخ مرة التقيت به في لقاء خاص فحدثني عن القصة التالية:
كان محامياً بجريمة قتل، قال لي: بعد سنوات عديدة صدر الحكم على هذا المتهم بالإعدام، قال لي: لما أبلغته الحكم تلقاه بأعصاب باردة، وهو يؤكد لي طوال هذه المحاكمة أنه بريء من هذه الجريمة،
قال لي: هذا الوضع أثار فضولي، فأردت أن أحضر إعدامه.

 الآن بدأت القصة، صعد إلى الخشبة التي سوف يعدم عن طريقها، وقال: 

"أنا بريء من هذه الجريمة، ولكني قتلت رجلاً قبل ثلاثين عاماً، كنت رئيس مخفر في أحد أحياء دمشق في الميدان، وجاء ضابط فرنسي أيام الاستعمار الفرنسي، أعطاني رجلاً ليحكم غداً بالإعدام، أودعته في الإسطبل وقفلت الباب، صباح ذلك اليوم افتقدته، هرب من شدة خوفه"

أخذ بدوياً من الطريق وباع ناقته، وأودع ثمنها في جيبه، ووضعه محل هذا الرجل، في اليوم الثاني أخذوه (البدوي) وأعدموه،

مضى على هذا الحادث ثلاثون عاماً، واتهم بجريمة هو منها بريء وانتهت هذه التهمة بإعدامه، والقصة طويلة.
فالله عز وجل حسيب أي محاسب، حسيب أي مكافئ، حسيب أي كافٍ.
 
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي

الجمعة، 25 يوليو 2014

كاسة شاي :)



الكلمة الطيبة صدقة ( لا تحقرن من المعروف شيئاً )  حدثني أخ وقال لي : كنت في بلاد الحجاز في ثانوية يوجد أذان يخدمون ، المدير شديد جداً يحب إذا قرع الجرس أن ينطلق المدرسون جميعاً إلى صفوفهم ، قال لي :
صببت كأس شاي فقرع الجرس ، والشاي ساخن ، فرأيت أمامي فرّاش فقلت له خذ واشرب هذه ، وانطلقت إلى الصف ، الفراش سألني بعد حين لماذا قدمت إلي هذا الكأس من الشاي ، فقال لي : فاجأني بهذا السؤال ، فقلت له : نحن أسرة واحدة ، اشتهيت لك هذا الكأس ، فقال له : والله أنا هنا من سنتين ما سلم أحد علي سلام ، أنا فوجئت بهذا الكأس من الشاي تقدمه لي ، وقال له : أنا أحمل ماجستير ، وهو من بلاد آسيا وهو فقير جداً ، عندما قال لي ماجستير ما صدقت فدعوته إلى بيتي ، وافتعلت أن ابنتي سألتني سؤال معقد جداً في الفيزياء والكيمياء وقدم له موسوعة علمية في اللغة الإنكليزية ، وقال له : سؤال ابنتي يوجد في هذه الموسوعة؟ فقال لي : قرأ بطلاقة عجيبة وأجاب إجابة دقيقة جداً ، فتأكدت أنه يحمل ماجستير وهو ليس مسلماً.. بوذياً ، جلست أحدثه عن الإسلام ، فتمنى علي أن يدعو أخوانه ممن يعملون معه ، فقال لي :
بعد يومين دعوت أخوانه ممن كانوا يعملون معه وهم ستة إلى طعام العشاء وتناقشنا في الإسلام وبعد شهر أو شهرين المحصلة أن هؤلاء الستة أعلنوا إسلامهم من أين بدأنا من كأس شاي ، لا تزهد بالمعروف ، ابتسامة رقيقة..

الجمعة، 18 يوليو 2014

قصة مدرِّسة


وكان الله عليماً حكيماً
إنسانة أرادت أن تتوظف، وافقوا لها على عقد في بلد نفطي، عُينت في بلدة، هي اختصاصها رياضيات،
المديرة فرزتها إلى تدريس مادة التربية الإسلامية،
اعترضت، أنا اختصاصي رياضيات، هذه المادة لست مختصة بها، قالت لها:
إما أن تدرسي هذه المادة، وإما أن أُنهي عقدك،
دخلت إلى الصف وهي تحمل لسانس في الرياضيات كي تدرس التربية الدينية، الدرس الذي ينبغي أن يُدرس عن حجاب المرأة المسلمة، وهي في الأصل ليست محجبة،
قرأت الآيات، تأثرت، أين هي من هذا الحكم الشرعي ؟
فبكت، ثم طلبت من الطالبات أن يعفينها من إلقاء الدرس وراجعت حساباتها،

وكان هذا التكليف غير الحكيم من قبل المديرة سبب هدايتها، خطأ المديرة وظف لمصلحة هذه المدرسة 
.
فكل شيء وقع أراده الله، وكل شيء أراده الله وقع، وإرادة الله متعلقة بالحكمة المطلقة، والحكمة المطلقة متعلقة بالخير المطلق.