الأربعاء، 16 يوليو 2014

قصة شاب مستقيم


وهو يتولى الصالحين- سورة الأعراف، الآية 196أنا سمعت قصة من مدة فتأثرت، في أحد أحياء دمشق الغنية، شاب عفيف له مجالس العلم، يحضر مجالس العلم، ومستقيم، وحييْ، ويغض بصره، عنده مكتبة عنده صغيرة، أمام أبنية شاهقة من أهل الغنى واليسار، يرى الفتيات داخلات و خارجات، وأكثرهن محجبات، تاقت نفسه أن يقترن بإحدى هذه الفتيات، فطلب من والدته أن تخطب له، فوالدته واقعية، قالت له: أنت إنسان لا يوجد معك شيء، فلن تستطيع أن تتزوج، ألح عليها، رفضت، ألح عليها، رفضت، و عندما ألح عليها كثيراً ذهبت إليهم مجاملة، قالت له: والله لم يوافقوا، هي لم تطلب، من غير المعقول أن تطلب، ليس من المعقول أن تطلب، هذه القصة سبحان الله، هو يقول لأمه: أنا شاب طاهر وأنا عفيف، والله لا أعرف الحرام، وأغض بصري، فلماذا لا يعطوني؟ تقول له: أنت لا تفهم شيئاً الآن، أحد سكان هذه الأبنية الشاهقة، من أهل اليسار، مرّ لعنده، قال له: يا بني هل أنت متزوج؟ قال له: لا والله يا سيدي، قال له:
والله أنا عندي ابنة تناسبك، ابعث أهلك، الله ألقى في قلب الرجل، يبدو أن هذا الرجل يراقبه، رآه شاباً، عفيفاً، أديباً، صادقاً، حيياً، والرجل غني، وإذا الله عز وجل أكرم الإنسان بالمال، واختار زوجاً مؤمناً وهو اشترى له بيتاً، لا يوجد مانع، هناك أناس يقولون: لا أريد أن أعوده، ماذا تعوده؟ الآن لا يوجد بيوت، إذا كان عندك إمكانية، وجاء لك شاب مؤمن حيي يحفظ لك ابنتك، لا مانع من أن تشتري له بيتاً، هذه ابنتك، قال له: يا بني ابعث أمك، قال هذا الشاب: لابد من أن يكون لهذه البنت علة، غير معقول، و لكن ظهر أنها بنت ممتازة جداً، والأمر تمّ، وهناك قرابة، والقصة أنا أحكيها عن معرفة، ولم أسمعها سماعاً، عاينتها معاينة، هو طالب من الله، وصادق، فالله عزّ وجل أكرمه.
فلا يوجد إنسان يغض بصره، يعف، إلا والله عز وجل يخبئ له سعادة زوجية، وعندما يريد الإنسان أن ينظر، قال: لعن الله الذواقين والذواقات .
هذه يعبرون عنها بالتعبير الحديث، أن عنده خبرة قبل الزواج، لعن الله هذه الخبرة، هذه ليست خبرة، هذه معصية، يسمونها خبرة، أي يعرف كل شيء، لا، في هذه الموضوعات يجب ألا تعرف، الأكمل ألا تعرف شيئاً حتى الله يعرفك أحسن شيء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق