الجمعة، 13 يونيو 2014

الدواء الفعال


داووا مرضاكم بالصدقة
قصة من أربعين عاماً؛ لي صديق له أب قاس، ظهر في صدره التهاب، فرأى بعض الأطباء إجراء عملية موضعية، فجاء ابنه على استحياء وخوف منه قال له:
 يا أبت سمعت من شيخي:
"داووا مرضاكم بالصدقات"
طبعاً هو زار عدة أطباء يبدو أنه التهاب متفاقم، ولابد من شق هذا المكان، فبعد أن زار كل من يعرفه من الأطباء كلهم أجمعوا على عملية موضعية، فهذا الابن ببساطة وبحياء وبخوف ووجل من أبيه قال له: سمعت من شيخي قول النبي عليه الصلاة والسلام أن:
(( داووا مرضاكم بالصدقة ))
[ أخرجه الطبراني عن عبد الله بن مسعود ]
 والده قاس جداً قال له:
أنا سأدفع عنك خمس ليرات - قصة قديمة- فإن شفاك الله بهذه الصدقة آخذها منك، وإن لم تشفَ بها أنا أدفعها ولا علاقة لك بذلك، يبدو أن هذا الأب شديد جداً،فالله سبحانه وتعالى استجاب لهذا الابن البار وشفيت هذه المنطقة وذهب القيح والتأم الموضع..
فذهب إلى كل الأطباء الذين زارهم وأشاروا عليه بإجراء عملية وأراهم كيف شفي!
وأصبح لهذا الأب إيمان بابنه دام عشرات السنين لأن الله عز وجل لم يخيبه..
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي

الخميس، 12 يونيو 2014

الرزق

ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين (سورة محمد-31)

ودعني أحدثك بقصة شاب كانت أسباب الدنيا مدبرة عنه وكان يتقلب من ذلك في حالة شديدة من الضنك، وزيادة في الابتلاء من الله عز وجل، كانت تواجهه فرص سانحة، الواحدة منها تلو الأخرى، أعمال من شأنها أن تفيده برزق وفير، غير أنها لم تكن أعمالاً مقبولة في ميزان الشرع، فكان كلما لاحت له منها فرصة جاء يسألني عن حكم الشرع في التعامل مع تلك الفرصة. ولقد كنت أقف من استفتائه بين الإشفاق الشديد على حاله من الضنك الذي يعانيه، وبين ضرورة الأمانة مع أوامر الله وأحكامه.. ولكن صدقه مع الله كان يشجعني على أن أقول له: إنك تستشيرني والمستشار مؤتمن، فلا يجوز أن أخونك من حيث أخون دينك الذي أراه غالياً عليك، إن هذا العمل الذي عرض عليك غير شرعي.. فكان يعرض عن تلك الفرصة السانحة ويواصل الصبر على بؤسه وفقره.
وتمر به بعد حين فرصة أخرى، ويعود فيسألني عن حكم الشرع فيها، وأنظر فأراها هي الأخرى ملغومة ومحرمة، فأعيد له الجواب ذاته، ويعود هو إلى الصبر ذاته، راضياً بحالته التي أقامه الله فيها بمقتضى ميزان شرعه.
فماذا كانت عاقبة صبره على تلك الحال؟
فتح الله أمامه نافذة إلى سبب نقي طاهر لرزق وافر كريم، من حيث لا يحتسب، انتقل بحكم ذلك إلى المدينة المنورة، وتزوج، ورزقه الله الأولاد وعاد فاشترى بيتاً فسيحاً في مسقط رأسه دمشق، ومن خلال تعامله الشرعي مع الأسباب أصبح يتردد بين مركز عمله في المدينة، وموطنه وملتقى أهله في دمشق.


للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي

الجمعة، 6 يونيو 2014

السعادة


 والله إنسان أصابته أزمة قلبية، وكان مفرطاً في المعاصي، لما شعر ببلوغ أجله وهو في العناية المشددة، قال لي: ناجيت ربي، قال له:
يا رب أتحب أن آتيك عارياً ؟ ولا عمل صالح لي ؟ أمهلني أي أعطيني فرصة، أعطاه فرصة..
بعد أيام تحسن وضعه وخرج، فبدأ يحضر دروس علم، قال لي:
في إحدى ساعات النشوة مع الله، قلت له: يا رب كل هذه السعادة بالإقبال عليك، لمَ لم تأت هذه الأزمة من عشر سنوات ؟ لا أحد يعرف ما عند الله من سعادة لو اصطلح معه وأقبل عليه.
 فأحياناً يسوق لك الشدائد من أجل أن تقبل عليه، من أجل أن تصل إليه، من أجل أن تتوكل عليه، التوكل على الله شيء مسعد، لكن قلّما يفعله الناس، التوكل يحتاج إلى استقامة، والتوكل يحتاج إلى معرفة، تعرفه وتستقيم على أمره الآن:
وإذا العناية لاحظتك جفونها نم فالمخاوف كلهن أمان



الأحد، 1 يونيو 2014

قصة مريضين


ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون (سورة الأنبياء-35)
قال لي طبيب يعمل في مستشفى، جاءه مريض مصاب بمرض عضال آلامه لا تحتمل، فهذا الرجل بعيدٌ عن الدين، فما من نبيٍ إلا وسبَّه سبابا لا يحتمل، تجد رائحة كريهة تخرج منه، الغرفة قطعة من جهنَّم، إذا قرع الجرس لا يأتيه أحد اشمئزازاً منه....
لحكمةٍ أرادها الله جلَّ جلاله في الغرفة نفسها جاء مريضٌ آخر مصابٌ بالمرض نفسه، وبالآلام نفسها، ولكن يبدو أنه من أهل الإيمان، الطبيب الذي عالجه حدَّثني من فمه قال لي:
والله يا أستاذ، كلَّما زاه زائر يقول له: اشهد أنني راضٍ عن الله، هذه كلمة مأثورة له، وما سمعنا صياحه، ولا صوته، ولا تأفُّفه، مع أنه كان يتحمَّل أصعب الآلام..
وكلَّما جئته رأيت وجهه كالكوكب الدُرِّي، أقسم لي إن له رائحةً كرائحة المِسك، إذا قرع الجرس يتدافع الممرِّضون لتلبية طلباته، وتوفَّاه الله بأحسن حالة.
مرض واحد أصاب مؤمنًا، وأصاب غير مؤمن، وهذا النجاح يجعله في أعلى عليين، والدنيا لا قيمة لها
.
﴿ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ
( سورة يس-23 )

الإنسان قد يكون مبتلى أحياناً، لكن بطولته ليس في أن لا يصاب بمرض، بطولته إذا أصيب بمرض أن يتقبَّله من الله عزَّ وجل بالرضى.

حادث سيارة


والله على كل شيء شهيد
مرة ذكرت قصة لأخ والده هيأ له معملاً في مصر.
مساءً وهو عائد مرهقاً ضربت سيارته سيارة ثانية، أقسم بالله أن فيها رجلا تسعيني السن، مات!
خبَّر مدير معمله التنفيذي، قال له: لا مشكلة، تعال بعد ساعة إلى المركز الفلاني-الشرطة طبعاً-
جاء فوجد كل شيء منتهياً.. الضبط عكس الواقع، عكس ما حدث، المضروب صار ضارباً..
قيل له: وقِّع
الأخ مربى تربية عالية، قال: ماذا أوقع؟ هذا لم يحدث!
قال: لا أوقع إلا على الذي حدث
غضب الضابط، قال له: أنت مجنون، أنا خلصتك!
قال له: لا تخلصني،
أريد أن أخلص من عند الله، وليس من عندك.
ودفع ديته، وعين أولاده موظفين في المعمل.
فإذا كان عندك مؤمن كهذا يضع المال تحت قدمه، لا يزور، لا يكتب تصريحاً كاذباً فأبشر بالنصر.