كنت مرة
في تركيا، وأعارني أحدهم كتاباً كتاب باللغة العربية، قرأت قصة عالم كبير من علماء
تركيا الأجلاء المخلصين العاملين، ألّف كتيبا صغيرا عن حرمة تقليد الأجانب، ولا
سيما وضع قبعة الغرب على الرؤوس، الغرب لهم قبعة معروفة، بعد عشر سنوات كمال
أتاتورك منع الزي الإسلامي وألزم الناس بالزي الغربي، فجاء من يهمس في أذنه في
كتاب يجعل هذا العمل كفراً، هاتوا المؤلف، وضعه بالسجن، يعني في كل الدساتير
بالعالم لا يمكن أن يطيق القانون بمفعول رجعي، هذا العالم الجليل الوقور، المخلص
أودع بالسجن، بدأ يكتب المذكرة، أنه أنا الكتاب ألفته لكني نلت موافقة المعارف،
ولما نلت هذه الموافقة استحصلت على موافقة طبع، ولما طبع الكتاب استحصلت على
موافقة تداول فالكتاب في موافقة على التأليف، وعلى الطبع، وعلى التداول، فما ذنبي ؟
القصة يرويها صديقه، يكتب: كتب أكثر من ثمانين صفحة للدفاع عن نفسه، ما في ذنب إطلاقاً، هذا زميله في السجن يراقبه.
مرة استيقظ بحالة من السرور لا توصف، بحالة من البشر، من التفاؤل وجه متألق، عينان زئبقيتان، أمسك هذه المذكرة ومزقها، لمَ مزقتها ؟ ظللت تكتبها شهراً قال له: لا حاجة لي بها، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وقال لي: أنت غداً ضيفنا، ثاني يوم شُنق، لكن هو ظاهرياً شُنق، أما في الحقيقة انتقل إلى رحاب النبي عليه الصلاة والسلام.
فالموت بين أن يكون مرعبا، وبين أن يكون الموت أكبر مصيبة، انتقال من كل شيء إلى لا شيء، بين أن يكون الموت انتقال من لا شيء إلى كل شيء.
القصة يرويها صديقه، يكتب: كتب أكثر من ثمانين صفحة للدفاع عن نفسه، ما في ذنب إطلاقاً، هذا زميله في السجن يراقبه.
مرة استيقظ بحالة من السرور لا توصف، بحالة من البشر، من التفاؤل وجه متألق، عينان زئبقيتان، أمسك هذه المذكرة ومزقها، لمَ مزقتها ؟ ظللت تكتبها شهراً قال له: لا حاجة لي بها، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وقال لي: أنت غداً ضيفنا، ثاني يوم شُنق، لكن هو ظاهرياً شُنق، أما في الحقيقة انتقل إلى رحاب النبي عليه الصلاة والسلام.
فالموت بين أن يكون مرعبا، وبين أن يكون الموت أكبر مصيبة، انتقال من كل شيء إلى لا شيء، بين أن يكون الموت انتقال من لا شيء إلى كل شيء.
﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ
اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ
خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(170)﴾
(سورة آل عمران (
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق