الاثنين، 5 مايو 2014

لحظة تفكير

مرَّة سمعت قصةً قديمة جداً تقول:
إن شاباً افتتح مكتبةً في بعض أحياء دمشق، و قد أُتيح له أن يحُج بيت الله الحرام في وقتٍ مبكِّر، عاد من الحَج وله دكاَّنٌ صغيرة يبيع فيه بعض الكتب والقرطاسية، جاءته فتاةٌ غمزت ولمزت، وألانت القول وكأنها تغريه أن يتبعها، وهو شابٌ في مقتبل الحياة، فأغلق محلَّه وتبعها، و في منتصف الطريق فكَّر.. أنا حججت بيت الله الحرام فإلى أين أنا ذاهب ؟

فعاد، عاد واستغفر الله و أقلع عن هذه النية، وهذا الرجل حي يُرزق..
في اليوم التالي جاءه أحد وجهاء الحي، وقد ألقى الله في روعه، وسأله: يا بني هل أنت متزوج ؟
فقال: لا
قال: عندي فتاةٌ مناسبةٌ لك، أرسل أهلك إلى بيتها
فظنَّ هذا الشاب أنَّ في هذه الفتاة علَّةً منعت زواجها، فلمَّا أخبرته أمّه بأنها من أفضل الفتيات وافق على الزواج منها، وجعله عمُّه شريكاً له في تجارة الزيت، وصار من التجَّار المرموقين الذين عاشوا حياةً سعيدةً راقية..

و كل هذا العطاء بسبب أنه فكَّر لحظةً وعاد واستغفر الله عزَّ وجل.

لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق