فلما عرضوا على هذه الطالبة أن تشهد شهادة زور لا أصل لها قبلت، فلما قبلت أكرموها إكراماً ما بعده إكرام، لأنها إذا شهدت وصدر الحكم بإخلاء المنزل استردوا بيتاً، فبعد شهرٍ جاء وقت المحاكمة واستدعيت هذه الطالبة وسألها القاضي:
هل صحيحٌ أن هذا المستأجر فاسد الأخلاق؟ .. وهذا المستأجر مؤمن .. قالت له :
والله يا سيدي إن لمح امرأةً عن بعد مئة مترٍ فإنه يغضُّ بصره عنها .. فهي قبلت أن تشهد كي لا تسمح لأخرى أن تشهد شهادة زور، وهذا عمل طيب ، وقد سقطت الدعوة لأنه فيها افتراء يمس أخلاق الإنسان وهي تعلم استقامته وعفَّته وطهارته ، لكن كيد الكائدين أراد تشويه صورته ، فإذا دعيت إلى شهادة رأيتها بأم عينك فضيعت وقتك من أجل أن تشهد للحق فلا تتصور أن هذا عمل سهل ، بل هذا يُعَدُّ عملاً طيباً وعبادةً عاليةً جداً .
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
لاحظ أيضاً أن الله تعالى لم يضيع هذا المؤمن وهيأ له من يشهد معه بالحق، فإذا كنت مؤمنا حقا اعلم أن الله يتولاك ولن يسلمك لأحد أبدا وإذا الآخرون لك يرد الله كيدهم عليهم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق